لحظة من عمري
لحظة من عمري كتبتها بدمي
والأغرب فيها كرهت بها نفسي
حفرتها على أعماق شواطئ عيني
ودونت ليلتها على شعري بلون عيني
في لحظة عمري كان معي حلمي
رأيته فرحي بل قلت انه قدري
أنت يا حلمي ضوء تلك الليالي
تخاطبني في سري وتسلب مني عمري
أخاف أن تهرب مني وتتركني
مثل ما ودعتني بلحظة عمري
مثل ما تغرب الشمس من عالمي
وتهرب الطيور إلى أوكار حزني
ظننت بلحظة عمري انك رحلت عني
للأسف لم أعتقد لحظة خلق اسمي
أني في لحظتي سأرحل بعمري
وأواجه ضحكاتنا دون أن ادري
بموجات صرخاتي وانين آهاتي
ومجاديف آمالي المتبقية بخاطري
مجرد لحظة عشتها وبعدها تمضي
تطوي خلفها مئات الأسرار أسيرتي
لحظة ستبقى محفورة حتى تنتهي
وتنتهي معها كل لحظات أعماري
فقد ظننت أنني في تلك اللحظةِ
يوم كان .. ويوم صار عمري
أن أقول لقاءاً ولكن سأقول وداعاً ليلتي
بل عمري ... بل حلمي ... بل لحظتي
كتبت الحروف على رمال خدودي
لكن مسحتها دموعي وعواصف أوجاعي
مات فيّ ألم وعاد أمل وسلب مني
وسيأتي يوم وأوقع وثيقة موتي
فما أجمل أن نعش يوماً لم نعشه بعد